- Artikel-Nr.: SW10008
تغذى من الحنطة البلدية في تنانير البلدة، ونال من ازدحامات الأفران الحديثة فوقف على شبابيك التوزيع والحصص. تعرّف على كاسترو الشبيه مصادفة، واستلهم من ابراهيم المصري وحكاية الجاموسة والحنش الغادر. لفتته صورة الكبش المرياع في بازار الغنم، وسئم بأوراق التجنيد واشمئزّ من أسعار تذاكر الطائرات. اخافته القوارب المطاطية فلهُ منها رهاب، آلمه السير على كِعاب الأقدام، فتعاطف مع مخلف الشاوي وأصحابه الكعيبريين. صوّر مناسف الأرز والخرفان المسجاة على تلالها، صدمته الأيمان الكاذبة وحقيقة أن بعض الكرامات تُهدر في صالات المطارات.
في الرواية نقد عرَضَه الكاتب بأسلوبه الممزوج بين سخرية ورصانة. ولم يبخل على قُرّائه بوصف دقيق لبلدته وتفاصيل تفاصيل أزقّتها، بل كاد أن ينطق في الحواكير شعراً وفي الزواريب غناء.
ومن صومعته أفاض بسرده عن ستين عاماً خلت من غير أن يبرع بسيرة ذاتية، فلقد استكفت صفحات الرواية وتثاقل الشبح بسؤال، فقالت كلمته: لا.